ابداعات

................

عزيزي الزائر نرجوا منك التكرم بتسجيلك في منتدى ..».:.«ابداعات».:.«..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ابداعات

................

عزيزي الزائر نرجوا منك التكرم بتسجيلك في منتدى ..».:.«ابداعات».:.«..

ابداعات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» قصة علي و هند
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 29, 2010 7:17 am من طرف hisana

» كذبه الحريم في المجالس وكذبه الررجال ايضا بالمجالس تعالو اضحكوو
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 28, 2010 8:40 am من طرف sa3bolah

» انا عندي مشكله في ماسنجري وانا محتاجته ضروري >>الحل مؤكد
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 28, 2010 8:39 am من طرف sa3bolah

» انتباه من المقاعد..جوادث
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 28, 2010 8:38 am من طرف sa3bolah

» على جميع الاعضاء الدخول
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 22, 2010 8:03 am من طرف sa3bolah

» ياباني يرسم بطلي فيلم...باليدين في نفس الوقت
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 15, 2010 7:47 am من طرف sa3bolah

» قصة حدثت في مدرسة ثانوية
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 14, 2010 12:54 am من طرف yamato

» في طـفـولـتـي تـعـلـمـتـ وعـندمـآاآ كبرتـ اكتشـفـتـ‏‎
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 14, 2010 12:52 am من طرف yamato

» مذكرات لورا
سكنتني بعد الرحيل I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 14, 2010 12:49 am من طرف yamato

رمضان


MusicPlaylist


    سكنتني بعد الرحيل

    hisana
    hisana
    عضو ذهبي

    عدد المساهمات : 187
    تاريخ التسجيل : 10/03/2010
    21092010

    سكنتني بعد الرحيل Empty سكنتني بعد الرحيل

    مُساهمة من طرف hisana




    ببطء كان يمشي على رصيف شارع طويل في ظلام الليل الحالك، يفكر في ما آلت اله حياته بعدما سدت كل الطرق المؤدية الى بر الأمان، حياة مهزوزة خالية من كل دفئ وحب وتفاهم، نعم هو من اختارها لتكون شريكة حياته، هو من ترك العالم لأجلها وفضل العيش بجانبها حتى لو كان زوج متنازل عن كل حقوقه الرجولية، فهي من تقرر في كل أمورهم المعيشية وهي صاحبة الشركة التي يعمل بها وصاحبة الأموال الطائلة وهي الآمر والناهي، أما هو فلا يتعدى دوره دور الكمبارص الذي قريبا سيحل مكانه كمبارص آخر ليلعب نفس الدور الذي كان هو يقوم يتأديته بكل إتقان، منذ مدة بدأ يشعر أنها ملت منه وتبحث عن الفرصة السانحة لتطرده من حياتها، وقد تأكد من ذلك هذه الليلة عندما سمع المكالمة الهاتفية التي قلبت كل موازينه، مكالمتها مع بطل حكايتها الجديد، أو بمعنى أصح، عشيقها الجديد، هاجمها واتهمها بالخيانة وهي اعترفت أنها لم تعد تطيقه وتريد الانفصال عنه، أراد قتلها ولكن كانت أيدي خدمها أسرع حيث بطشت به، فوجد نفسه مرميا خارج الفيلا بعد دقائق معدودة من تفكيره بقتلها، انتهت حكايته معها ولم يعد يستطيع فعل شيء، فهي ستحصل على الطلاق بسهولة وفي وقت وجيز، أما هو مصيره الشارع فهو لا يستطيع العودة لأهله لأنهم قد رفضوا زواجه منها منذ البداية وأخبروه أنه لن يكون هناك مكانا له بينهم اذا خالف رغبتهم وتزوجها، وحتى والدته المسكينة تركها رغم توسلاتها لكي لا ينجرف وراء ذلك الحب الزائف، كيف له أن يعود إلى حضنها بعد أن كسرها ورحل متناسيا أنها ضحت من اجله هو وإخوته وربتهم بعد أن مات والدهم في ربيع عمره.
    وقف في إحدى الحدائق العامة بعد أن أحس بإنهاك ورعشة اعتلت جسده فجلس على احد الكراسي يشاهد صورتها في اضواء السيارات المعدودة التي لا تزال تجوب الشوارع في هذه الليلة الباردة، فجأة وهو يضع رأسه بين يديه سمع صوت رقيق يقول:
    كيف حالك براد؟
    استدار ببطء ناحية الصوت فوجد فتاة بملامح ناعمة تنظر اليه بابتسامة عذبة خالية من قسوة هذا العالم تجلس بجانبه، ابتعد عنها قليلا وقال بدهشة:
    من أنت؟ وكيف عرفتي اسمي؟
    أجابته قائلة:
    اسمي ميا ولا يهم كيف عرفت اسمك، أرى في عيونك حزنا كبيرا ما بك؟
    أجابها بدون أن يصر على معرفة من تكون قائلا:
    أنا من أحمل كل هموم الدنيا، وأنا من أثقلتني الأيام بآلام لن تبرء ولن تشفى،
    قالت:
    هل يمكنني معرفة ما يحزنك؟
    قال بعد أن نظر الى الأرض:
    نعم ولما لا؟ سأحكي لك علني أشعر ببعض الراحة،
    حكى لها عن ما يضيق صدره وأحس براحة كبيرة لتحدثه معها، رأى في عيونها بريق غريب وكأنه شاهد هذا الوجه الجميل من قبل، دارت لحظات من الصمت بينهما ثم قطعتها هي بقولها:
    أتعلم؟ أنا أيضا لدي قصة حزينة،
    أجابها وهو لا يزال ينظر لعينيها:
    أشعر كأنني أعرفك من قبل، هل تقابلنا قبل الآن؟
    قالت وهي تحاول أن تتحاشى نظراته:
    كلا نحن لا نعرف بعضنا، ما تشعر به ما هو إلا نتيجة لإحباطك، يقولون أن الإنسان يعيش أكثر من مرة، فمن الممكن أن نكون قد تقابلنا في حياة أخرى وهذا الإحساس الذي تحسه هو التقاء روحينا في زمن آخر،
    قال باستغراب:
    كلامك غريب وأنت أغرب، ولكن ما يهم الآن؟ فكل شيء سواء بالنسبة لي،
    نظرت إليه مجددا وقالت:
    لماذا أنت متشائم لهذه الدرجة؟ فالحياة لا تنتهي عند الخيانة، حاول أن تنسى مع أنني أشك أنك ستسطيع،
    أجابها بتنهيدة عميقة:
    أنا أيضا أشك في ذلك، ولكن ألم تقولين بأن لديك قصة حزينة أيضا؟ فلتحكيها لي اذن،
    نهضت من مكانها وقالت:
    لا أستطيع ذلك، لقد تأخر الوقت يجب أن أذهب،
    نهض هو أيضا وقال:
    أرجوك ابقي معي قليلا، فأنا أشعر بوحدة قاتلة،
    أجابته قائلة:
    أود هذا، ولكن فعلا يجب علي الذهاب،
    قال لها:
    حسنا هل يمكن أن أوصالك إلى المنزل؟ إذا سمحت بالطبع،
    قالت بتهرب:
    لا، لا يمكنك هذا أنا آسفة، أتمنى لك حظ سعيد،
    قال لها: هل سأراك مرة أخرى؟
    أجابته بعدم اكتراث قائلة: ومن يعلم؟ اذا كان مقدرا لنا أن نلتقي مجددا، فلن يستطيع أي شيء الوقوف ضد القدر،
    قال لها:
    أنا أتمنى أن يسعفني هذا القدر وأراك قريبا،
    ابتسمت ابتسامة عريضة ولوحت بيدها مودعة ورحلت،
    بقي يراقبها وهي تبتعد عنه رويدا رويدا، أحس اتجاهها بشعور غريب يؤكد له أنه رآها من قبل، وبعد قليل اختفى ظلها بين خيوط الظلام وعادت الوحدة رفيقته من جديد، فكر فيما قالته له وأخيرا قرر الذهاب إلى صديقه راين ريثما يجد حلا لمشكلته مع زوجته الخائنة.
    دخل راين على براد الغرفة وهو يحمل فنجان قهوة ساخن فوجده شارد الذهن، جلس بجانبه على السرير وقال:
    خذ هذا، سيهدؤك،
    أمسك براد الفنجان وقال:
    لا شيء سيهدؤني سوى قتل تلك الحقيرة، كيف استطاعت خداعي وجعلتني أحبها بذلك القدر من الجنون؟ لقد تخليت عن الجميع من أجلها، حقا انني كنت أعمى البصيرة،
    ـ لا عليك يا صديقي كل شيء سيصلح باذن الله،
    ـ أشكرك يا راين على استضافتي في منزلك، أنا مضطر للمكوث عندك لبضعة أيام،
    ـ لا تتفوه بهذه الحماقات، نحن صديقان منذ الطفولة وهذا منزلك وأنا أخاك، تستطيع الاقامة معي كما تشاء، فأنا عازب كما تعلم ووجودك معي سوف يؤنسني،
    ـ شكرا يا صديقي فهذا ما أرجوه منك، ولكن لدي مشكل آخر، ولا أجد له حلا، أنا الآن عاطل عن العمل، فكرامتي لا تسمح لي بالاستمرار في العمل بشركتها وهي قد طردتني من منزلها،
    ـ أجل أنت محق، علينا ايجاد عمل لك في أسرع وقت ممكن لتستطيع تجاوز محنتك،
    سكتا لبرهة يفكران فيما يمكن فعله، ثم نطق راين بفرحة قائلا:
    أنت تجيد الرسم يا براد، لما لا ترسم لوحات وتبيعها؟ هكذا سوف تشغل نفسك عن التفكير بزوجتك وفي نفس الوقت سوف تكسب المال،
    تنهد براد تنهيدة أليمة وقال:
    الرسم؟ مضى وقت طويل على آخر لوحة رسمتها، أنا لم أرسم منذ أيام الجامعة، هل تعتقد أنني لا زلت أستطيع فعل هذا بعد مرور كل هذه الوقت؟
    ـ بالطبع أنت تستطيع، اسمع غدا صباحا سوف أجلب لك عدة الرسم، وأهيئ لك مرسما في الغرفة الشاغرة التي لدي، وسوف تعود براد القديم وستبدع يا صديقي من جديد، وزوجتك انساها تماما فهذا أفضل لك بكثير،
    ـ نعم سوف أنساها، وسوف أنفض غبار الذكريات وأبدأ حياة جديدة خالية من القيود.
    في صباح اليوم التالي كان براد يجلس أمام المدفئة ويمسك ريشته محاولا رسم أي شيء، ولكنه لم يستطع فقد كان تفكيره مشتت ولا يقدر على التركيز، فجأة تذكر ميا، تلك الفتاة الرائعة الغريبة، انه لا زال يحس أنه رآها من قبل، ولكن أين؟ ومتى؟
    حاول تجميع أفكاره ولكنه دائما كان يسطدم بواقع خيانة زوجته ليعود التوتر سيد أفكاره، فكر في طريقة يمكن أن يرى بها ميا مجددا وقرر العودة الى نفس المكان وفي نفس التوقيت الذي تقابلا به المرة السابقة علها تمر من هناك.
    ذهب براد الى نفس الحديقة وجلس فوق نفس الكرسي وبقي ينتظر ميا ولكنها تأخرت بعض الشيء، غاص في أفكاره وهمومه ثانية حتى سمع صوتها العذب يقول:
    كيف حالك يا براد؟ لما أنت هنا مجددا؟
    التفت الى الصوت بفرحة وقد ارتسمت على ملامحه السعادة وقال:
    أتيت أخيرا يا ميا؟ كنت واثق من مجيئك،
    ابتسمت ميا بهدوء وقالت:
    إذن أنت كنت في انتظاري؟
    نهض من مكانه وقال لها مؤكدا:
    نعم بالطبع أنا أنتظرك منذ ثلاث ساعات،
    اقتربت منه وقالت:
    أرى أنك أصبحت أفضل من أمس،
    ابتسم وقال:
    أجل أنا الآن أفضل والفضل يعود لك،
    قالت باستغراب:
    الفضل يعود لي؟ كيف؟
    قال وهو يحاول لمسها:
    أنت من أعطيتني دفعة لأستمر في الحياة، كلماتك كانت كالبلسم بالنسبة لي،
    ابتعدت عنه لكي لا يلمسها وقالت:
    هذا جيد، من دواعي سروري مساعدتك،
    قال بإحراج:
    ألن تخبريني من أنت يا ميا؟
    جلست على الكرسي وقالت:
    اسمي ميا كما أخبرتك، ولا داعي لأن تعرف شيء آخر على ما أعتقد،
    عاد ليجلس بجانبها وقال:
    أنا لدي رغبة شديدة في معرفة كل شيء عنك أخبريني أرجوك،
    نظرت له وسكتت لبرهة ثم قالت:
    حسنا سأحكي لك حكايتي، ولكن سأفعل هذا ونحن نتمشى،
    قال لها وهو ينهض:
    ليس لدي مانع هيا بنا،
    نهض براد ومد يده لها ليساعدها على النهوض، ولكنها ابتسمت ونهضت بمفردها تاركة يده معلقة بالهواء،
    وهما يمشيان في سكون الليل والنجوم والقمر تراقبهما استهلت ميا حديثها قائلة:
    منذ خمس سنوات كنت في سن الثانية والعشرين، كنت أحب الحياة وأعيشها بكل بساطة، بدأت معاناتي عندما رأيته في الجامعة لأول مرة، أحببته كثيرا لدرجة أنه كان كالهواء والماء بالنسبة لي، ولكن مع الأسف هو لم يعرني أي أهمية، حتى أنه لم ينتبه لوجودي من الأساس، كنت أتألم من داخلي كل يوم وأنا أراه مع حبيبته التي لم يخفي للحظة عشقه الكبير لها، وأنا كنت بطلة لقصة حب من طرف واحد، يقولون أن الحب من طرف واحد هو من أسمى أنواع الحب، ولكن أنا أؤكد لك أنه من أقسى أنواع العذاب،
    بعد مرور سنة وأنا على نفس الحال أنهينا الدراسة وفي حفل التخرج أعلن عن زواجه بحبيبته ودعى جميع الطلبة لحفل زفافه، وأنا بالطبع كنت من بين المدعوين، ولكنني لم أقبل الدعوة بالطبع، فأنا لا أقوى على رؤيته وهو يصبح ملكا لامرأة أخرى إلى الأبد،
    في ذلك اليوم غادرت الجامعة وأنا محطمة ومكسورة مع أنني كنت أتوقع هذه النهاية لقصة حبي السرية، وعندما عدت الى المنزل أخبرني أبي بأنه آن الأوان لأقرر في أمر زواجي من الرجل الذي تقدم لخطبتي منذ مدة وكنت أؤجل الزواج بحجة رغبتي في تكملة دراستي،
    رفضت وقاومت إصرار والداي على زواجي، ولكن في النهاية كان لهما ما أراداه وارتبطت بشخص لا أحمل له أي مشاعر،
    عشت معه جسدا بلا روح وبقيت وفية لحب إنسان عشقته لدرجة العبودية، ومع مرور الأيام أحس زوجي بعدم حبي له، سألني عن السبب فاعترفت له بكل الحقيقة متمنية أن يرحمني ويطلقني، ولكن مع كل أسف كان ذلك الاعتراف كالقنبلة التي فجرته وأظهرت وجهه الحقيقي الذي كان يخفيه، وذلك اليوم كان بداية لرحلة معاناتي الجديدة، لقد سجنني وابتكر جميع أنواع التعذيب ليعاقبني على خيانة مزعومة وحب ليس بيدي حيلة اتجاهه،
    عند كل غروب كان يبدأ بالتلذذ بتعذيبي عندما يربطني من شعري ومن أطرافي ليجلدني ويتمم وجبته المفضلة برش الملح على الجروح التي خلفتها ضربات سوطه، وعند كل شروق شمس يفك وثاقي ليمنحني بعضا من الراحة لأستعد لاعادة نفس الشريط في الليلة التالية،
    وفي يوم من الأيام استطعت الهروب وكانت وجهتي حبيبي الذي لا يعلم عن عشقي له شيء، اعترفت له بهيامي به ورجوته أن يساعدني وتوقعت أن يرثى لحالي، ولكنه اعتبرني مجنونة وأعادني لوالدي بدون أن يكترث لحالي، أخبرتهما بما يفعله بي زوجي ولكنه لحقني في نفس اليوم وعندما وبخه أبي أنكر أفعاله واتهمني بالجنون، الكل صدق جنوني وأدخلوني إلى مستشفى للأمراض العقلية، مرت بضع شهور وأنا أعالج من الجنون الذي لم يصبني وبعد أن قرر الأطباء أمر شفائي خرجت وأقمت مع عائلتي، ريثما يتم شفائي التام.
    سقطت دمعة ساخنة من عيني براد وقال:
    يا لها من حياة بائسة قدرت لك، والآن ألا زلت تعيشين مع والديك؟
    قالت وهي نصف شاردة:
    كلا لقد عدت للاقامة مع زوجي،
    قال براد بتعاطف:
    وكيف يعاملك الأن؟ هل لا زال يقوم بتعذيبك؟
    قالت ميا وهي تحاول إبعاد نظر براد عنها:
    كلا حالته الآن لا تسمح له بتعذيبي،
    قال براد باستغراب:
    لماذا؟ هل هو مريض؟
    أجابته ببساطة:
    أجل لنقل أنه مريض،
    قال لها:
    وأنت، هل سامحته على ما فعله بك وتعيشين معه بطريقة عادية؟ من المفرود أن تطلبي منه الطلاق، انه حيوان لا يمتلك ذرة من الرحمة،
    في تلك الأثناء توقفت ميا وأشارت بيدها لأحد المنازل وقالت:
    ذلك المنزل هو منزل والداي والرجل الذي يقف أمام السيارة والدي، لما يا ترى يخرج في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
    نظر براد لنفس المكان وقال:
    ألن تذهبي اليه لتسلمي عليه؟
    قالت وهي تتراجع للخلف:
    كلا سيوبخني لخروجي في هذا الوقت المتأخر من الليل، لا داعي للذهاب اليه،
    أجابها براد وملامح الاستغراب لم تفارق وجهه:
    وزوجك ألا يوبخك لهذا؟
    قالت بتلعثم:
    أنا أخرج بعد تأكدي من نومه، والآن حان وقت عودتي،
    قال لها:
    ألن تسمحي لي ثانية بايصالك؟
    أجابت بصرامة:
    أنا آسفة، لا يمكنك هذا وأظن أنك عرفت الآن ما السبب،
    قال وهو يطأطئ رأسه: أجل السبب هو أنك متزوجة، حسنا لن أصر ولكن أريد وعدا منك بأن نتقابل غدا في نفس المكان والوقت،
    ارتبكت ميا وبقيت صامتة لبرهة ثم قالت:
    حسنا سوف نلتقي غدا، الى اللقاء.
    عاد براد الى منزل صديقه راين وهو محتار في أمر ميا، انها متزوجة وهو يشعر اتجهها بمشاعر تنبئ بوقوعه في حبها، ولكنه برغم كل شيء مستمتع بذلك الاحساس اللذيذ وحتما لن يحاول طرده، أمضى ليلته في التفكير بها، ولم يخبر صديقه عنها لأنه فضل أن يحتفظ بسرها له وحده،
    في صباح اليوم التالي كان براد يجلس على مائدة الافطار عندما جلس براين مقابلا له وقال:
    ما الأخبار يا فنان؟ هل رسمت أي لوحة؟
    أجابه براد وهو ينظر الى طبقه قائلا:
    لم أستطع الرسم، أحتاج لأفكار، ولكي أجد الأفكار يجب أن يكون ذهني صافيا وهذا ما لا أجد له سبيلا،
    ـ اسمع يا صديقي لكي تستطيع التركيز، يجب عليك أن تنسى كل أحزانك وأن تفكر في الأشياء التي تسعدك، إذا أردت أن تنجح ارسم شيء تحبه وتأكد من أن النتيجة ستكون مرضية للغاية،
    نهض راين ووضع يده على كتف براد وأردف قائلا:
    يجب علي الذهاب للعمل، اتمنى لك التوفيق،
    بقيت كلمات راين تتردد في ذهن براد وفجأة وقف وقد خطرت على باله فكرة ولكنه اجلها إلى المساء،
    ذهب في المساء لمكان لقائه بميا والغريب في الأمر أنه وجدها تنتظره هذه المرة، تقدم منها بلهفة وقال:
    كنت خائف من ألا تأتي ولكن فاجأتني بوصولك قبلي،
    ابتسمت ميا برقتها المعتادة وقالت:
    لقد تعمدت الوصول قبلك لكي أوفر عليك عناء الانتظار،
    اقترب منها براد أكثر وحاول أن يلمسها ولكنها ابتعدت مرة أخرى وجلست على كرسي الحديقة وأردفت قائلة:
    كيف حالك اليوم؟ هل من جديد؟
    جلس بجانبها وقد شعر ببعض الإحراج، وقال بعد أن قرر ألا يحاول لمسها من جديد:
    أنا بخير ولكنني محتاج لمساعدتك،
    أجابته باستغراب: مساعدتي؟ وكيف لواحدة مثلي أن تساعدك؟
    قال لها:
    اجل يا ميا تستطيعين مساعدتي ولا احد غيرك يستطيع، فأنت الوحيدة التي شعرت معك بأمان غريب، كأنني أعرفك منذ زمن طويل،
    قاطعته ميا وقالت: حسنا يا براد أنا مستعدة لفعل أي شيء من أجلك لأنني أفهمك وأحس بوضعك،
    قال لها بلهجة حنونة: ألهذا فقط يا ميا؟ تريدين مساعدتي؟ لأنك تعطفين علي ليس إلا؟
    أبعدت نظرها عنه ونظرت إلى القمر الذي كان في ليلة اكتماله وقالت:
    انظر إلى القمر يا براد، ليس لجماله مثيل وكلنا نعشقه، ولكن لا يمكننا الاستمتاع كل يوم بسحر اكتماله، إذا فاتتك هته الليلة فلن تستطيع إعادتها لمشاهدة نفس المنظر إلا بعد شهر، وفي مدة شهر تتغير أشياء كثيرة ومشاعر كثيرة، وغالبا ما يفقد الوقت الأشياء جمالها،
    قال براد وهو في قمة الاندهاش من كلام ميا الغريب:
    ليثني استطيع فهمك يا ميا،
    قالت ميا بعد أن نظرت إلى براد مجددا:
    سوف يأتي وقت وتفهمني جيدا، ولكن اخبرني بماذا تريدني أن أساعدك؟
    أجابها ببعض الحرج قائلا:
    أنا بصراحة أريد أن أرسمك،
    اندهشت وقالت:
    ترسمني؟ ولماذا اخترتني أنا من دون جميع الاشياء الموجودة التي يمكنك رسمها؟
    أجابها قائلا:
    كما لم أفهمك أنا ولم أطالبك بشرح لي أي شيء، اسمحي لي بان احتفظ أنا أيضا بالسبب لنفسي،
    ابتسمت وقالت:
    حسنا لك ما تشاء، ولكن لا أرى أوراق ولا ألوان، بماذا سترسمني إذن؟
    أجابها والغبطة تملأ وجهه،
    غدا سوف احضرها معي ونبدأ العمل هل توافقين؟
    هزت ميا رأسها موافقة وابتسمت ابتسامة سحرت براد وجعلته يقيد بحبها،
    أكملا ليلتهما في الكلام وحكا براد لها كل شيء عنه وهي بالمثل، ولكن مع تخبئة معظم تفاصيل حياتها،
    ذهب كل واحد منهما في حال سبيله مع اقتراب طلوع الفجر، وعاد براد وهو في منتهى السعادة وقد شعر انه قد عاش أجمل ليلة في حياته برفقة ميا التي لم يرى فتاة في جمالها ولا في رقتها من قبل، تناسى تماما أنها متزوجة أو بمعنى اصح كان يعشم نفسه بأنها لا تحب زوجها وسوف تطلق منه إن استطاع جعلها تقع في حبه.
    قضى يومه التالي في النوم وفي منتصف الليل اتجه لمكان لقائهما المعتاد برفقة عدة الرسم، جلس وبقي ينتظر مجيء ميا بتلهف، مرت ساعات على موعدهما ولم تأتي فبدأ القلق يتسلل إلى قلبه،
    دارت أفكار كثيرة في رأسه، ودق جرس الخوف من فقدان ميا في داخله، ومع الخيوط الذهبية الأولى من أشعة الشمس كان قد احتل اليأس مساحة كبيرة في نفسه،
    عاد إلى المنزل يجر خطواته وهو قلق للغاية على ميا، هل يا ترى زوجها علم بمقابلتهما ومنعها من الخروج؟ هل فعل بها شيء سيء؟ كانت هذه التساؤلات تعتصر عقله وتكاد تفقده السيطرة على نفسه،
    حالما وصل إلى المنزل دخل إلى الغرفة واقفل على نفسه، تناول مهدئ وغط في نوم عميق ولم يستيقظ إلا في منتصف الليل، نهض مسرعا كأنه قد فاته موعد هام وبدون أن يغسل وجهه أو يفعل أي شيء اتجه مجددا إلى الحديقة التي اعتاد ملاقاة ميا بها، جلس في نفس المكان وبقي ينتظرها، وما أطول وأصعب لحظات انتظار من نحب، مرت هته الليلة كالليلة السابقة، وميا لم تأتي وتركته في حيرة من أمره، عادت التساؤلات لتلعب بعقله ثانية، ولكن أكثر ما كان يقرح سريرته هو شكه بأن تكون قد خدعته، لم يبرح مكانه إلا عند بزوغ الفجر، ذهب إلى المنزل ودخل إلى المرسم وبقي ينظر بتمعن إلى الورقة البيضاء الموضوعة أمامه والألوان التي تناديه لكي يستخدمها، امسك بريشته وبخطوط متداخلة بدأ برسم وجه جميل، بريء، يحمل كل معان الحب، نعم انه وجه ميا الذي علق بوجدانه، نال التعب منه بسرعة واتجه للنوم على أمل أن ينتهي هذا الكابوس وتظهر ميا في الغد، بقي على حاله مدة أسبوع، يذهب لمكان لقاءهما وينتظر ميا ويعود فجرا خائبا يائسا ليكمل رسم لوحتها،
    عاد براد إلى المنزل ذات صباح كعادته فوجد راين جالسا ينتظره في صالة المنزل، لم يعره أي أهمية واتجه إلى غرفته مباشرة متمايل الخطوات وكأن عذابه أثمله، تبعه راين إلى الغرفة وامسكه من ذراعه وقال:
    أين تذهب يا براد كل ليلة؟
    نظر إليه براد وهو بالكاد يستطيع فتح عينيه وقال: هذا ليس من شأنك يا راين، أرجوك لا تتدخل في حياتي،
    حاول أن يفلت من قبضته ولكن راين بقي ممسكا بذراعه وهزه بعنف وقال:
    بل سوف أتدخل، فأنا لا أستطيع رؤيتك بهذا الشكل وأبقى ساكتا؟ انك تدمر نفسك بدون أن تشعر،
    أجابه براد قائلا: بلا، أنا اشعر، وأعلم بأنني أدمر نفسي، لم يعد هناك ما يستحق أن أعيش لأجله، لماذا ولمن يجب أن أحافظ على نفسي إذن؟
    لكمه راين على وجهه وقال بعد أن أسقطه على الأرض وانحنى إليه:
    يجب تعيش من أجلك أنت أيها الغبي؟ اخبرني أين تذهب، هل تذهب لشرب الخمر؟ ولكنني لا أشم بك أي رائحة، هل تفعل كل هذا من اجل امرأة خانتك؟ هل ترضى لنفسك هذه الحال؟
    انتفض براد من مكانه وقال:
    إنها ليست امرأة واحدة، بل اثنتان خدعتاني في مدة وجيزة، كيف أتحمل صدمة بعد أخرى؟ كيف استطاعت أن تفعل بي هذا وهي تعلم جيدا أنني مكسور وأنها هي حبل نجاتي؟ كيف يا راين سوف أعيش بعد أن فقدت ثقتي بكل من حولي؟
    قال راين بدهشة:
    عن ماذا تتحدث يا براد؟ أنا لا افهم ما تعنيه،
    قال براد وهو يبكي كطفل صغير:
    اجلس يا راين وسأحكي لك كل شيء،
    استغرب راين بعد أن حكا له براد قصته مع ميا وقال له:
    ولكن لماذا لم تخبرني عن هذه الفتاة التي سلبت عقلك بكل بساطة؟
    أجابه برأس مطأطأ: لأنها متزوجة وفضلت أن أبقي لقاءاتنا سر بيننا،
    قال راين: لقد أخطأت يا براد في تعلقك بتلك الفتاة ولا يجب أن تتمادى في الخطأ انتزعها من تفكيرك،
    أجابه براد هو يبكي بحرقة قائلا:
    لا استطيع أنا أحبها واشعر أنني اعرفها منذ زمن طويل وكلما دخلت المرسم ورأيت صورتها أكاد أجن من التفكير،
    قال راين: صورتها؟ عن أي صورة تتحدث؟
    أجابه براد قائلا: لقد رسمت لوحة مما تبقى في خيالي من صورتها، إنها ليست مطابقة لها تماما، ولكن تشبهها لحد بعيد،
    قال راين:
    أريد رؤية تلك اللوحة يا براد،
    نهض براد من الأرض وتحرك ناحية باب الغرفة وهو يقول:
    هيا بنا إلى المرسم لتراها، إنها هناك،
    اتجها سويا إلى المرسم وما إن رفع براد الستار عن اللوحة حتى شهق راين وقال بذعر:
    هل هذه هي الفتاة التي كنت تقابلها كل ليلة وتتحدث معها ووقعت في حبها؟ إنها ميا يا براد، أنا لا اصدق هذا،
    أجابه براد بدهشة قائلا:
    أجل هذه ميا، هل تعرفها يا راين؟
    قال راين وهو يمسك برأسه كأنه يحاول التاكيد لنفسه بانه بكامل قواه العقلية:
    هل جننت يا براد؟ أنا وأنت نعرفها جيدا؟ إنها ميا الفتاة التي كانت تدرس معنا وتحبك وأنت لم تكن تعرها أهمية مع انك تعرف بحبها لك،هل نسيت اليوم الذي ذهبت إليك هاربة من زوجها وأخبرتك بأنها تحبك وتريد البقاء معك بأي وسيلة وأنت اعتبرتها مجنونة واعدناها معا لبيت والديها وسمعنا بعدها بفترة أنها...
    سكت راين وابتعد عن براد وهو يحاول تحاشي النظر إليه
    اقترب براد منه ثانية وهو يرتجف من هول ما سمعه وقال:
    سمعنا بماذا يا راين؟ تكلم، فانا لا أتذكر شيء مما تقوله،
    عاود راين النظر إلى براد بتمعن وقال:
    أنا لا أصدق أنك لا تتذكر، ولا استوعب كيف انك تخيلت لقاءات وهمية مع إنسانة ميتة،
    سقط براد على الأرض من هول المفاجأة وقال بكلمات متلعثمة:
    ميتة؟ كيف هذا؟ لقد كنت أراها وأتكلم معها، لقد أحسست دفئها رغم البرودة التي كانت تنبعث منها، لقد علمتني أشياء كثيرة، وأخبرتني بأنها تقيم مع زوجها، حتى أنها في ليلة أرتني منزل والديها، هل كل هذه أوهام من مخيلتي؟
    قال له راين وهو يحاول ان يوقفه:
    ميا قتلت زوجها وانتحرت بعد أن أعدناها لوالديها بأشهر عديدة، تماسك وحاول أن تتذكر، لقد حصل هذا قبل ثلاث سنوات أي بعد زواجك بسنة، وزواجها هي أيضا، وأنت تأثرت حينها كثيرا حتى انك اعتبرت نفسك المذنب والسبب في موتها، مر وقت طويل على حالتك تلك إلا أن وقع لك حادث السيارة ودخلت في غيبوبة وعندما استيقظت لم تتذكر أي شيء مما حصل، منذ ذلك الوقت لم نتكلم في ذلك الموضوع مجددا،
    نظر براد إلى السقف بشرود ثن الى صورة ميا المرسومة ومرت كل الصور أمامه، لقطات لقاءاته بميا وكيف كانت تتحاشى اقترابه منها، وكيف كانت كلماتها غريبة، نعم إنها ميتة صفاؤها يظهر هذا جليا، وبتسارع أفكاره أغمي عليه في الحال،
    استفاق بعد يومين صارخا باسم ميا ومفزوعا كأنه كان في كابوس مرعب، وجد نفسه في مستشفى ووالدته تجلس بجانبه على السرير، عانقها حالما رآها كانه يهرب من شيء ما، قال راين الذي كان يجلس في كرسي بجانب السرير:
    حمدا لله على سلامتك يا براد، هل أنت بخير؟
    أجابه براد بكل هدوء وهو يعانق والدته بكل قوة:
    أجل انا بخير،
    نظر لوجه والدته وأردف:
    أرجوك يا أمي سامحيني على كل ما فعلته، لقد أخطأت كثيرا في حقك، ولن أعيش بسلام إلا بعد أن تسامحيني،
    أجابته والدته ودموعها تسيل بغزارة على خديها:
    أنا أسامحك يا بني، أسامحك من كل قلبي، وهل في قلب الأم مكان لشيء غير الغفران؟
    تذكر براد كل ما حصل قبل الحادثة التي دخل في غيبوبة على إثرها، وتذكر أن ميا لجأت له ليساعدها ولكنه أبى، وصده جعل حياته تنقلب رأسا على عقب بعد أن علم بانتحارها، واخبره صديقه انه أصيب بفقدان ذاكرة جزئي لذلك لم يتذكر شيء، وحتى زوجته نبذته لأنه لم يعد يحبها ولم يعد يعاملها كالسابق، لذلك قررت الانفصال عنه، وهو لم يكن ينتبه لتصرفاته واعتقد أنها تخونه، ولكن في الحقيقة كل ذلك كان من نسج خياله.
    في سكون صارخ، هبت نسمة دافئة تلاعبت بشعر براد، وهو يمشي بين تلك الحفر الصغيرة التي تضم أجسادا كانت تمشي هي أيضا في يوم من الأيام وكانت تشعر بالحياة، وما هي الآن سوى جثثا نسيت وتلاشت مع تلاشي الوقت، كان يبحث عن قبر ميا بينها عندما نظر للورود التي بيده وابتسم حين تذكر كلماتها وسمعها تتردد بصوتها في إذنه:
    (أتعلم؟ يقولون أن الإنسان يعيش أكثر من مرة، فمن الممكن أن نكون قد تقابلنا في حياة أخرى وهذا الإحساس الذي تحسه هو التقاء روحينا في زمن آخر،)
    (يقولون أن الحب من طرف واحد هو من أسمى أنواع الحب، ولكن أنا أؤكد لك انه من أقسى أنواع العذاب) توقف حينها وأحس بيد تلمس كتفه، التفت فرأى ميا واقفة تنظر إليه، لم يتجرأ على الاقتراب منها فاقتربت منه هي وقالت:
    أخيرا أتيت يا براد لتضع ورودك فوق قبري؟ ليتك تعلم كم انتظرتك وكم أحببتك،
    أجابها بكل هدوء وحزن قائلا:
    أنا أيضا أحببتك ولكن بعد أن فات الأوان، وما فات لا يعود أبدا،
    نظر إلى السماء وأردف:
    هل نسيت ما قلته لي قبلا؟ قلت أن القمر يكتمل مرة واحدة في الشهر، وإذا فاتتنا تلك الليلة علينا أن ننتظر اكتماله مرة أخرى بعد شهر، والوقت يفقد الأشياء جمالها وأنا على ما يبدو قد تأخرت كثيرا،
    عاد بنظره ناحية ميا فلم يجد لها أثرا، نظر حوله باحثا عنها فوقع نظره على قبر مكتوب عليه


    (ميا أندرسون 1984 /2008)


    وضع وروده فوق القبر وسقاه بدموع مكبوتة في أعماقه ورحل ليغوص في عالمه المجهول.
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    yamato

    مُساهمة الأربعاء سبتمبر 22, 2010 8:31 am من طرف yamato

    انتي كاتبتها او منقولة لانها من جد ابداااااااااااااااااااع
    hisana

    مُساهمة الخميس سبتمبر 23, 2010 6:27 am من طرف hisana

    انا كاتبتها
    hisana

    مُساهمة الخميس سبتمبر 23, 2010 6:28 am من طرف hisana

    ويسلموووووووووو ع المرور
    sa3bolah

    مُساهمة الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 12:42 pm من طرف sa3bolah

    جاري القراءه...

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:16 pm